ما تأثيرات جراحات السمنة على الحمل وخصوبة المرأة؟ وهل الحمل يؤثر على الوزن بعد جراحات السمنة ؟
قبل الإجابة على هذين السؤالين لا بد من معرفة تأثير زيادة الوزن والسمنة المفرطة على خصوبة المرأة واحتمالات حدوث الحمل.
من المعروف أن السمنة المفرطة تسبب العديد من المشاكل والأمراض للمرأة، بداية من سن البلوغ، وتبدأ بالتغيرات الهرمونية، مرورا باضطرابات الدورة الشهرية ومن الممكن أن تصل إلى مرحلة تكيسات المبايض.
علاقة زيادة الوزن بتكيسات المبايض
تعد تكيسات المبايض من المشاكل الكبيرة لأنها تؤثر على خصوبة المرأة وتؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين التي ينتج عنها زيادة في الوزن وتحول دون فقدان الوزن الزائد سواء بـ” الدايت” أو الطرق التقليدية، وزيادة الوزن يترتب عليها زيادة تكيسات المبايض وتدخل البنت في حلقة مفرغة، من التغيرات الهرمونية والجسدية وتؤدي إلى تدهور حالتها النفسية.
وقد تواجه البنت بعد الزواج مشكلة في الخصوبة، التي تصل في بعض الأحيان إلى ما يعرف بـ “العقم المؤقت” الناتج عن تكيسات المبايض، وعندما تستشير دكتور النسا والولادة يطلب منها أن تفقد من وزنها بعض الشىء حتى يحدث تحسن في تكيسات المبايض ومن ثم يحصل حمل بشكل طبيعي.
دور عملية السمنة المفرطة في القضاء على “العقم المؤقت”
من المؤسف أن من تعانين من السمنة المفرطة يواجهن صعوبات في خسارة الوزن الزائد ولذلك يلجأ دكتور النسا والولادة في فترة متأخرة إلى محاولات الحقن المجهري وفي العادة تفشل تلك المحاولات بسبب زيادة الوزن، فينصح الدكتور المريضة بإجراء عملية السمنة حتى تتمكن من فقدان الوزن الزائد بشكل سلس وآمن ومن ثم تتحسن تكيسات المبايض ويحدث الحمل بسهولة.
وقد استقبلنا الكثير من الحالات التي كانت تعاني من “العقم المؤقت” جراء الزيادة في الوزن بعد تحويلها من دكاترة النسا عقب فشل الحقن المجهري، ونجحت عملية “جراحة السمنة” في النزول بالوزن وأدت إلى تحسن التغيرات الهرمونية وتكيسات المبايض وحدث الحمل دون حقن مجهري.
مزاعم تأثير عمليات السمنة المفرطة على الأم والجنين
هل تؤثر عمليات السمنة المفرطة على صحة الأم والجنين؟
نؤكد أن عمليات السمنة المفرطة بشكل عام لا تؤثر على هضم أو امتصاص أي فيتامينات أو معادن في الجسم وبالتالي ليس لها تأثير على صحة الأم أو الجنين لأن الغذاء يدخل الجسم بشكل سليم مثل عملية “تكميم المعدة”.
لكن توجد بعض جراحات السمنة الأخرى التي تؤثر على الهضم والامتصاص مثل “تحويل المسار”، وهذه العمليات لا ينصح بها للبنات في السن الصغير إلا في حالات الاضطرار القصوى، وفي هذه الحالة تتناول المريضة فيتامينات بشكل مكثف مع متابعة مستمرة من دكتور النسا والولادة ودكتور التغذية وتصل إلى الحمل والولادة بشكل طبيعي.
مدة انتظار المرأة التي أجرت عملية السمنة المفرطة قبل الحمل
بعد التعرف على تأثير عمليات السمنة المفرطة على تحسين فرص الحمل وعلى صحة الجنين، ما هو تأثيرها على فقدان الوزن الزائد؟
بداية الحمل لا يؤثر على نزول الوزن بعد العملية، فلماذا يُطلب من بعض السيدات الانتظار فترة بعد الحمل؟
هنا نقول إن السيدات اللاتي يعانين من العقم ويلجأن لعمليات السمنة المفرطة، يجب عليهن الانتظار، 3 أو 4 أشهر قبل الحمل، وحدث هذا معنا في حالات كثيرة وحصل الحمل دون مشاكل في الوزن بعد العملية أو الولادة، لكن نؤكد هنا على البعد عن الحقن المجهري لمدة سنة أو سنة ونصف من تاريخ العملية، والفتيات اللاتي لا يعانين من “العقم المؤقت”، يمكنهن الحمل بعد سنة فقط من العملية حتى ينزل الوزن بشكل كامل حسب المستهدف والوصول للوزن المثالي.
زيادة الوزن أثناء الحمل بعد عملية السمنة المفرطة
هنا نطرح سؤال آخر مهم في إطار نفس السياق، هل الحمل يتسبب في زيادة الوزن بعد عملية السمنة المفرطة؟
الإجابة بسيطة وهي أن الحمل يؤدي إلى الزيادة الطبيعية التي تحدث لأي سيدة والتي تتراوح بين 6 إلى 8 كيلوجرامات، وهذا يؤكد أن فقدان الوزن الزائد يحسن فرص الحمل ويؤثر إيجابيا على صحة المرأة بشكل عام وصحة الأم والجنين بشكل خاص وقد تكون عمليات السمنة علاجا للعقم عند السيدات اللاتي يعانين من السمنة المفرطة.