لماذا عندما نصل إلى مرحلة السمنة المفرطة وعند محاولة عمل “دايت” لا نفقد الوزن وحتى وإذا تم فقدان الوزن يكون بنسبة بسيطة ولا نستطيع المحافظة عليه طوال الوقت؟
أسباب عدم نجاح الطرق التقليدية لفقدان الوزن
معظم محاولاتنا التقليدية لفقدان الوزن لا تنجح بسبب أنظمة كثيرة في أجسامنا، ومنها نقطة ثبات الوزن، (set point)، وهي إحساس الجسم بالوزن الحالي وكأنه طبيعي ومحاولة المحافظة على هذا الوزن باستخدام معدلات الحرق والإحساس بالجوع بهدف الحفاظ على هذه النقطة في نطاق المعدل الطبيعي لها طوال الوقت.
العوامل المؤثرة على نقطة ثبات الوزن
هناك الكثير من المؤثرات على نقطة ثبات الوزن وبينها العوامل الوراثية وبعض التغيرات الهرمونية وخاصة في فترة البلوغ، وأيضا مضادات الاكتئاب وأدوية الكورتيزون وبعض الحالات النفسية والضغوط العصبية التي تسهم في زيادة الوزن وبالتالي تؤثر على هذه النقطة ومن أهم هذه العوامل طريقة أكلنا ونمط حياتنا خاصة الأكل غير الصحي أو تناول سعرات حرارية أكثر من احتياجنا اليومي.
أسباب الوصول إلى السمنة المفرطة
فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص في حاجة إلى 500 سعر حراري يوميا ويتناول 2000 سعر، فإن الجسم سيحاول الحفاظ على نقطة ثبات الوزن (set point) بطريقتين، الأولى عبر تقليل الإحساس بالجوع من أجل تقليل كمية السعرات الحرارية التي يتم إدخالها، والثانية زيادة معدل الحرق بحيث يحرق 2000 سعر بدلا من 1500 سعر في محاولة لعدم تخزين أي دهون، لكن الجسم لا يستطيع القيام بذلك لفترات طويلة لأن ذلك يشكل ضغطا على أجهزته الحيوية، ويبدأ الجسم في تخزين كل السعرات الحرارية التي لا يستطيع حرقها في صورة دهون، حيث يعطي كل 7500 سعر حراري كيلو من الدهون بحيث يخزن الجسم يوميا من 100 إلى 250 سعر من الزيادات التي حصل عليها ليزيد كل شهر نحو كيلو من الدهون مما يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل تدريجي وهنا تتغير نقطة ثبات الوزن تدريجيا أيضا إلى أن يصل لمرحلة السمنة المفرطة التي يواجه فيها الشخص مشاكل صحية وحياتية.
اللجوء إلى الدايت لمواجهة زيادة الوزن
ويبدأ في البحث عن حل للتخلص منها وهنا يكون أول حل لهذه المشكلة هو “الدايت” عبر تقليل السعرات الحرارية التي نتناولها زيادة عن احتياجنا يوميا من أجل الوصول إلى مرحلة calorie deficit “نقص السعرات الحرارية”.
مراحل تعامل الجسم مع تأثيرات الدايت
كما يبدأ الجسم في الحرق من مخزون الدهون، فإذا كان الجسم بحاجة إلى 1500 سعر نبدأ مع الدايت تناول 1000 سعر وهنا يضطر الجسم أن يخرج 500 سعر من مخزون الدهون لتعويض الفارق وينزل الوزن في أول مرحلة من مراحل “الدايت” بشكل ملحوظ مما يجعلنا سعداء ولكن هذه السعادة لا تكتمل لأنه عند فقدان 10% من الوزن الزائد يحاول الجسم المحافظة والدفاع عن نقطة ثبات الوزن ويدخلنا في مرحلة (power saving mode) بتقليل معدل الحرق وزيادة الإحساس بالجوع وهنا يشعر الشخص الذي يقوم بالدايت بالتعب والحاجة الشديدة للأكل للأسف الجسم يثبت يعني إذا حصلنا على 1000 سعر حراري يقوم الجسم بحرق هذا المعدل فقط وهنا لا نفقد الوزن ويثبت.
مقاومة الجسم لمرحلة المجاعة في الدايت
الإصرار على النجاح يدفعنا لإكمال “الدايت” لكن للأسف هنا الجسم يدخل في المرحلة الثالثة وهي مرحلة (starvation) أو المجاعة وفيها يقل معدل الحرق لأقل درجة ممكنة وزيادة الإحساس بالجوع لأعلى درجة ممكنة فعلى سبيل المثال عندما نتناول 1000 سعر حراري يحرق الجسم 500 سعر فقط لاستخدامها في العمليات الحيوية وتخزين الـ 500 سعر الباقيين في محاولة لتعويض الدهون التي تم حرقها من أجل العودة إلى نقطة ثبات الوزن مرة أخرى وفي هذه المرحلة يبدأ الشخص الإحساس بالجوع بشكل أكبر جدا وتعب وإرهاق ويزيد وزنه ويدخل في اكتئاب ويفقد الأمل في أن الدايت يمكن أن يساعده و يعود للأكل بشكل طبيعي ويتناول 2000 سعر كما كان من قبل في الوقت الذي يحرق الجسم 500 سعر فقط وهذا ما يؤدي إلى زيادة الوزن الذي فقده الجسم خلال فترة طويلة سابقة في فترة قصيرة جدا، ويسجل في كل مرة وزن أعلى لأنه يحاول الحفاظ على نقطة الثبات وتكوين حد أمان أيضا فإذا كان الشخص وزنه 120 كيلوجراما ونزل أثناء الدايت إلى 110 كيلوجرامات فسوف يصل إلى 125 كيلوجراما ومن هنا ننصح دائما عند زيادة الوزن البحث عن حلول قبل الوصول إلى مرحلة السمنة المفرطة لأن الدايت والحلول التقليدية في هذه المرحلة صعبة جدا والحل الأمثل هو جراحات السمنة المفرطة.
تأثير جراحات السمنة على ثبات الوزن
كيف تؤثر جراحات السمنة على نقطة ثبات الوزن؟
معظم عمليات السمنة تركز على تقليل إحساس الجوع وتقليل كمية الأكل، فعلى سبيل المثال عملية تكميم المعدة يتم فيها تصغيرها بنحو 80% تقريبا لنصل بإحساس الجوع إلى 20%، وعند دخول الجسم مرحلة الـ (power saving mode) التي سبق وتحدثنا عنها أو الـ (starvation) ويحاول زيادة الإحساس بالجوع لا يستطيع وإذا حاول الشخص الأكل أكثر لن يتمكن بأكثر من 20% من وجبته قبل العملية و بالتالي يبدأ الجسم في الاقتناع بأن السعرات الحرارية التي تصله هي التي يستطيع الشخص تناولها وهنا يبدأ في عمل تعديل (shift) لنقطة ثبات الوزن إلى درجة أقل وليست أعلى وفي كل مرة يحدث ثبات في الوزن يتجاوزه الجسم ويحدث انخفاض وليس زيادة وصولا إلى الوزن المثالي و(set point) سليمة، وعلى هذا الأساس ننصح دائما بالبحث عن حلول قبل الوصول إلى مرحلة السمنة المفرطة لكن إذا وصلنا إليها بتكون جراحات السمنة هي الحل الأمثل.