تعتبر السمنة إحدى أبرز التحديات الصحية المعاصرة، وقد تطوّرت على مدى العقود الماضية مجموعة من الأساليب الجراحية لعلاجها، ومن هذه الأساليب العملية الحديثة عملية الساسي التي برزت كخيار فعال ومبتكر في مسارات إنقاص الوزن، ولكن السؤال الأهم: هل عملية الساسي خطيرة؟ للإجابة عن هذا السؤال، لا بد من التعمق في تفاصيل هذه العملية، ومعرفة خطواتها، مزاياها، المخاطر المحتملة، آراء الأطباء، بالإضافة إلى النظام الغذائي بعد عملية الساسي وأهمية المكملات الغذائية للحفاظ على الصحة بعد الجراحة.
قبل الإجابة على سؤال “هل عملية الساسي خطيرة” وجب التأكيد على أن المعلومات الواردة هنا لأغراض تثقيفية فقط، ولا تُغني بأي شكل عن استشارة الطبيب المختص لمناقشة حالتك بشكل فردي قبل اتخاذ أي قرار.
ما هي عملية الساسي؟
قبل أن نجيب عن تساؤل: “هل عملية الساسي خطيرة؟” من المهم أن نعرف ما هي عملية الساسي، فهي إحدى جراحات علاج السمنة التي تجمع بين تقليل حجم المعدة وتجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة بهدف تقليل امتصاص السعرات الحرارية والدهون، فغايتها الأساسية هي إنقاص الوزن بسرعة أكبر مقارنة بعملية تكميم المعدة التقليدية، مع تحقيق فوائد صحية مثل تحسين مستويات السكر في الدم.
في هذه العملية، يتم استئصال جزء كبير من المعدة، ثم يتم توصيل المعدة مباشرة بجزء بعيد من الأمعاء الدقيقة؛ مما يؤدي إلى مرور جزء من الطعام مباشرة إلى الأمعاء دون المرور على كامل مسار الامتصاص المعتاد.
الفرق بين عملية الساسي وأنواع جراحات السمنة الأخرى
لفهم ميزة الساسي، من المهم مقارنتها بجراحات السمنة الأخرى:
- التكميم: يهدف فقط إلى تصغير المعدة دون التأثير على الأمعاء؛ مما يقلل كمية الطعام.
- تحويل المسار الكلاسيكي: يقلل حجم المعدة ويحول مسار الأمعاء بشكل أكبر؛ مما يقلل امتصاص السعرات بشكل ملحوظ، لكنه أكثر تعقيدًا وقد يسبب نقصًا غذائيًا أكبر.
- عملية الساسي: تجمع بين الطريقتين وتعتبر حلًا وسطًا، حيث تقلل حجم المعدة وتقلل الامتصاص مع الاحتفاظ بجزء من المسار الطبيعي، وبالتالي تقل احتمالية النقص الحاد في المغذيات مقارنة بالتحويل الكامل.
كيف تُجرى عملية الساسي؟
حتى نعرف هل عملية الساسي خطيرة ونفهم مستوى أمانها، لا بد أن نعرف طريقة إجرائها، حيث تتم العملية باستخدام المنظار الجراحي تحت التخدير الكلي، وخطواتها كالتالي:
- عمل عدة فتحات صغيرة في البطن لإدخال أدوات المنظار.
- استئصال جزء كبير من المعدة لتصغير حجمها.
- توصيل المعدة مباشرة بجزء من الأمعاء الدقيقة بعد تجاوز مسافة معينة.
- التأكد من سلامة التوصيلات وخلوها من التسريب.
- إغلاق الفتحات الجراحية.
والنتيجة هي تقليل امتصاص السعرات والدهون بفعالية أكبر، مع إبقاء مسار امتصاص المغذيات الأساسي متاحًا جزئيًا؛ مما يرتبط بانخفاض المضاعفات الغذائية مقارنة بالتحويل الكامل.
لمن تناسب عملية الساسي؟
ليس كل مريض بالسمنة مرشحًا لهذه العملية، ولذلك يجب معرفة الفئة المستهدفة، وهي:
- المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.
- المرضى الذين لديهم سمنة مع أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- من لم ينجحوا في إنقاص الوزن من خلال الحمية أو الرياضة.
- المرضى الذين يرغبون في الجمع بين فقدان الوزن وتحسين التمثيل الغذائي.
هل عملية الساسي خطيرة؟
رأي الأطباء في أمان عملية الساسي
للحصول على صورة أوضح عن هل عملية الساسي خطيرة، نستعرض الرأي الطبي المتخصص، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن الساسي عملية ناجحة في أنقاص الوزن الزائد وتحسين الأمراض المرتبطة بها مثل السكري من النوع الثاني، ومع ذلك من المهم التأكيد على أن عملية الساسي لا تحظي بعد بالاعتماد الكامل من جمعيات جراحات السمنة العالمية. فعمومًا تعتبر عملية الساسي آمنة في حدود الحالات التي تمت دراستها وخصوصًا عندما تُجرى بواسطة فريق طبي ذو خبرة، ولكن كأي عملية، فهي تحمل احتمالات مضاعفات تتأثر بعوامل مثل:
- خبرة الجراح وفريقه.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
المخاطر المحتملة بعد الجراحة
من المخاطر المحتملة بعد عملية الساسي:
- تسريب من خط خياطة المعدة أو التوصيل: يمكن أن يؤدي إلى التهابات داخلية أو صدمة.
- انسداد أو معيقات معوية: نادر، ولكنه ممكن نتيجة التصاقات أو ضيق في مكان التوصيل.
- نقص مغذيات، كالحديد، فيتامين ب12، فيتامين د، الكالسيوم: بسبب تجاوز جزء من الأمعاء؛ مما يقلل الامتصاص.
- حصى المرارة: قد تتكوّن أثناء فقدان الوزن السريع.
- متلازمة الإغراق: أعراض مثل الغثيان، الدوخة، والإسهال بعد تناول الأطعمة الغنية بالسكريات أو الدهون
كيف تقلل من نسبة حدوث المضاعفات؟
للوقاية من المضاعفات، والتقليل من المخاطر، توجد خطوات أساسية يمكنك اتباعها:
- اختيار طبيب خبير في جراحات السمنة وتقنيات المنظار.
- الالتزام بالنظام الغذائي بعد عملية الساسي بدقة، والانتقال التدريجي من السوائل إلى الأغذية العادية تحت إشراف مختص تغذية.
- استخدام الفحوصات الدورية (تحاليل دم، وظائف كبد أو كلية، مستويات فيتامينات) لرصد ومعالجة أي نقص مبكرًا.
- تجنب المجهود البدني القاسي في الأسابيع الأولى، والمحافظة على الترطيب الجيد.
- الحرص على اتباع توصيات المكملات الغذائية لتعويض النقص المحتمل.
النظام الغذائي بعد عملية الساسي
إحدى أهم عوامل النجاح بعد العملية هي الالتزام المحدد بالنظام الغذائي بعد عملية الساسي بشكل ممنهج مدروس، فهذا النظام هو حجر الأساس لنجاح العملية، حيث يساعد على التئام المعدة وتجنب المضاعفات وضمان حصول الجسم على احتياجاته الغذائية.
المراحل الغذائية من الأسبوع الأول وحتى العودة للأكل العادي
بطبيعة الحال، تختلف مراحل النظام الغذائي من شخص لأخر، ولذلك يجب عليك استشارة الطبيب المختص قبل اتباع اي نظام غذائي بعد العملية.
يمكننا تقسيم النظام الغذائي بعد عملية الساسي إلى مراحل:
- المرحلة الأولى: السوائل الصافية مثل الماء، مرق خفيف، عصائر مخففة، دون سكر أو ألياف.
- المرحلة الثانية: السوائل كاملة المغذيات: مثل شوربة خفيفة، وبروتين سائل حسب توصية الطبيب أو أخصائي التغذية.
- المرحلة الثالثة: مهروس أو طري جدًا مثل ياغورت طبيعي، بطاطس مطبوخ مهروس، سمك أو دجاج مطبوخ مطهو ناعمًا ومهروس جيدًا.
- المرحلة الرابعة: طعام ناعم وشبه صلب: قطع صغيرة من لحم أبيض، خضار مطبوخ ناعم، تجنب القوام الليفي والخشن.
- المرحلة الخامسة: الانتقال تدريجيًا إلى الأكل العادي مع التركيز على البروتين قليل الدهن، الخضار المطبوخ جيدًا، الحبوب الكاملة بكميات صغيرة.
أهمية الفيتامينات والمكملات الغذائية
بعد عملية الساسي، يصبح النظام الغذائي بعد عملية الساسي غير كافٍ وحده لتغطية كافة الاحتياجات الغذائية؛ ولذلك تصبح المكملات الغذائية والفيتامينات الحيوية ضرورة حتمية، ومن المكملات الشائعة:
- فيتامين ب12: لأن جزء الامتصاص يقع بعد تجاوز الأمعاء.
- الحديد: لمعالجة فقر الدم الناتج عن نقص الامتصاص.
- الكالسيوم وفيتامين د: للحفاظ على صحة العظام.
- المغنيسيوم والزنك: لدعم عمليات التمثيل والبناء.
- مكملات متعددة الفيتامينات: لتعويض العناصر الأخرى.
يجب الإلتزام بجدول المكملات بعد العملية بناء على التحاليل المنتظمة والتوصيات الطبية؛ للوقاية من أي نقص مزمن قد يؤثر على الصحة العامة.
وفي الختام، إن الإجابة على سؤال هل عملية الساسي خطيرة هي أنها مازالت عملية قيد الدراسة والبحث ولكن في حدود النتائج المنشورة في الدراسات فهي تحقق نتائج آمنة إذا تم اختيار الجراح المتمرس والالتزام بالتعليمات الطبية قبل وبعد العملية.
تواصل الآن مع مركز كونتورز – دكتور أحمد شبانة وابدأ أول خطوة نحو حياة أكثر صحة وسعادة.