عملية قص المعدة: ما تحتاج معرفته عن العملية

صورة متر قياس لمقالة عملية قص المعدة

أصبحت عملية قص المعدة — تُعرف أيضًا بتكميم المعدة — واحدة من أكثر الحلول الطبية شيوعًا وفعالية لعلاج السمنة المفرطة، حيث يلجأ إليها الآلاف حول العالم من أجل فقدان الوزن الزائد والتغلب على المشاكل الصحية المرتبطة به مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وتعتمد العملية على استئصال جزء كبير من المعدة لتقليل قدرتها على استيعاب الطعام؛ مما يساعد المريض على الشعور بالشبع بسرعة أكبر وتناول كميات أقل من الطعام.

ولكن رغم فوائدها الكبيرة، فإن عملية قص المعدة تحتاج إلى فهم شامل لكل تفاصيلها: كيف تُجرى؟ ما فوائدها ومخاطرها؟ ما الفرق بينها وبين غيرها من العمليات مثل تحويل المسار؟ وما هو الوزن المطلوب لقص المعدة حتى تكون فعالة؟ سنقدم لك في هذا المقال دليلًا متكاملًا يجيب عن كل هذه التساؤلات، ويضع بين يديك أهم المعلومات المتعلقة بعملية قص المعدة.

 

تنويه: المحتوى الوارد في هذا المقال يهدف إلى التثقيف وزيادة الوعي فقط، ولا يُغني بأي حال عن استشارة الطبيب المختص أو الحصول على رأي طبي مؤهل.

 

ما هي عملية قص المعدة وكيف تتم بالمنظار؟

 

عملية قص المعدة أو ما يُعرف أيضًا باسم عملية تكميم المعدة هي إجراء جراحي يُجرى عادةً باستخدام المنظار، حيث يقوم الجراح باستئصال حوالي 75 – 80% من حجم المعدة؛ لتبقى على شكل أنبوب ضيق يشبه الموزة، ويقلل هذا التغيير الجذري من كمية الطعام التي يمكن أن يستوعبها الجسم، ويؤثر أيضًا على الهرمونات المسؤولة عن الشهية، مثل هرمون الغريلين.

 

فوائد عملية قص المعدة وعلاقتها بالسكري وخسارة الوزن

 

من أبرز فوائد عملية قص المعدة:

 

  • فقدان الوزن الزائد بنسبة تصل إلى 60 – 70% خلال أول عام بعد العملية.

 

  • تحسين الأمراض المصاحبة للسمنة مثل: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، وانقطاع النفس أثناء النوم.

 

جراحات السمنة والسكري

 

أكدت الدراسات أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين جراحات السمنة والسكري، حيث أن بعض المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني قد يشهدوا تحسنًا ملحوظًا في مستويات السكر بعد الجراحة، ويعود ذلك إلى تقليل مقاومة الجسم للأنسولين وتحفيز إفراز الهرمونات المفيدة. 

 

ما هو الوزن المطلوب لقص المعدة؟

 

عادة يُنصح بإجراء عملية قص المعدة للأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 40، أو 35 في حال وجود أمراض مصاحبة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فإجابة سؤال “ما هو الوزن المطلوب لقص المعدة؟ تعتمد على مؤشر كتلة الجسم، حالة المريض الصحية، ونسبة الدهون الزائدة لديه.

 

الفرق بين عملية قص المعدة وتحويل المسار

 

الكثير من المرضى يتساءلون: ما الفرق بين قص المعدة وتحويل المسار؟

 

  • قص المعدة: يعتمد فقط على تصغير حجم المعدة، وبالتالي تقليل كمية الطعام التي يتم تناولها.

 

  • تحويل المسار: يتضمن تصغير المعدة وتغيير مسار الأمعاء الدقيقة؛ مما يقلل أيضًا من امتصاص السعرات الحرارية والعناصر الغذائية.

 

يركز قص المعدة على تقييد الطعام، بينما يجمع تحويل المسار بين التقييد وسوء الامتصاص؛ ولذلك يختار الأطباء الإجراء المناسب وفقًا لحالة المريض الصحية والوزن المطلوب فقدانه.

 

هل ينصح بعملية قص المعدة؟ 

 

السؤال الأكثر شيوعًا هو: هل ينصح بعملية قص المعدة؟ نعم، ولكن بشروط، فهي لا تُجرى لكل من يعاني من زيادة وزن بسيطة، بل يُوصى بها فقط للمرضى الذين لم تنجح معهم الطرق التقليدية مثل: الحمية والرياضة، أو من يعانون من مشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالسمنة.

 

التجارب الناجحة عديدة وملهمة، حيث ينجح الكثير المرضى في التخلص من 50 – 70% من وزنهم الزائد خلال أول عامين، ويتحدث بعضهم عن تحسن مذهل في جودة حياتهم، قدرتهم على الحركة، وحتى ثقتهم بأنفسهم.

 

مخاطر عملية قص المعدة وأهم النصائح بعد العملية

 

مثل أي تدخل جراحي كبير، فإن عملية قص المعدة بالمنظار رغم كونها آمنة وفعّالة إلى حد كبير، إلا أنها لا تخلو من بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة:

 

  • النزيف والإرتجاع.

 

  • حدوث تسريب من مكان التدبيس.

 

  • نقص بعض الفيتامينات والعناصر الغذائية على المدى الطويل.

 

ولكن تقل هذه المخاطر بشكل كبير إذا تم إجراء العملية على يد طبيب متخصص وباستخدام تقنيات حديثة.

 

النتائج المتوقعة بعد قص المعدة بالمنظار على المدى الطويل

 

أكدت الدراسات أن العملية لا تحسن الوزن فحسب، بل تقلل من معدل الوفيات المرتبطة بالسمنة أيضًا. على المدى المتوسط، تساعد عملية قص المعدة بالمنظار على فقدان الوزن بشكل مستدام وتحسين الصحة العامة، خاصةً مع الالتزام بالعادات الغذائية والرياضة. ومع ذلك، بعض المرضى قد يواجهون استرجاعًا للوزن.

أسئلة شائعة حول عملية قص المعدة

 

هل ينصح بعملية قص المعدة لجميع مرضى السمنة؟

 

لا، فهي ليست الخيار الأول لكل الحالات، وعادةً يتم اللجوء إليها عند فشل الحلول غير الجراحية أو وجود مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة.

 

كم نسبة قص المعدة في التكميم؟

 

في الكثير الحالات يتم استئصال ما يقارب 75 – 80% من حجم المعدة ليبقى جزء صغير يعمل بكفاءة.

 

هل تساعد عملية قص المعدة مرضى السكري؟

 

نعم، تساعد على تحسين مرض السكري من النوع الثاني بفضل التغيرات الهرمونية وتقليل مقاومة الأنسولين.

 

جدول الأكل بعد عملية قص المعدة

 

  • الأسبوع الأول: الاعتماد فقط على السوائل الصافية مثل الماء، الشوربة المصفاة، والعصائر الخالية من السكر.

 

  • الأسبوع الثاني والثالث: الانتقال إلى الأطعمة المهروسة سهلة الهضم مثل البطاطس المهروسة أو الزبادي.

 

  • الأسبوع الرابع: إدخال الأطعمة اللينة صغيرة الحجم مثل: البيض المسلوق.

 

  • بعد الشهر الأول: العودة التدريجية إلى الأطعمة العادية، ولكن مع الحرص على تناول كميات صغيرة ومضغ الطعام جيدًا.

هذا الجدول يُعرض كمثال عام شائع بعد عملية قص المعدة، وقد تختلف المراحل والمواعيد بدقة حسب بروتوكول كل مركز جراحي وتعليمات الطبيب المعالج. لذلك من الضروري اتباع الخطة الغذائية التي يحددها فريقك الطبي حصريًا.

 

وفي الختام، تعتبر عملية قص المعدة خيارًا فعالًا وآمنًا لعلاج السمنة المفرطة وتحسين جودة الحياة، خاصةً عند إجرائها بواسطة جراح متخصص، فهي لا تساعد فقط على إنقاص الوزن، بل تُحدث فارقًا في تحسين الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، ولكن يعتمد نجاح العملية بدرجة كبيرة على التزام المريض بالنظام الغذائي، ممارسة الرياضة، والمتابعة الطبية المنتظمة.

 

احجز موعدك الان مع دكتور أحمد شبانة واستعد للتخلص من الوزن الزائد بأحدث تقنيات، مع متابعة دقيقة تمتد حتى بعد العملية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *