...
صورة لميزان لتستخدم في مقالة تكميم المعدة للاطفال

تعتبر السمنة من الأمراض المزمنة التي تزداد معدلات انتشارها بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أصبح يشكل تحديًا صحيًا واجتماعيًا كبيرًا، ومع تفاقم مشكلة السمنة وارتفاع أعداد الأطفال الذين يعانون منها، بدأ التفكير في الإجراءات الطبية والجراحية، ومنها عملية تكميم المعدة للاطفال كخيار جراحي يهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة …

فريق دكتور شبانة

تعتبر السمنة من الأمراض المزمنة التي تزداد معدلات انتشارها بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أصبح يشكل تحديًا صحيًا واجتماعيًا كبيرًا، ومع تفاقم مشكلة السمنة وارتفاع أعداد الأطفال الذين يعانون منها، بدأ التفكير في الإجراءات الطبية والجراحية، ومنها عملية تكميم المعدة للاطفال كخيار جراحي يهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين لم تستجب حالتهم للطرق التقليدية مثل الحميات الغذائية والتمارين الرياضية.

لماذا أصبحت سمنة الأطفال تستدعي تدخلاً طبيًا؟

السمنة ليست مجرد مشكلة مظهرية، بل هي مرض معقد يؤثر على العديد من أجهزة الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وعندما تصاب به الفئة العمرية الصغيرة، فإن تأثيراته تتضاعف، إذ تؤثر على نموهم وتطورهم الجسدي والنفسي، إليك أبرز الأسباب التي تجعل سمنة الأطفال تستدعي تدخلًا طبيًا:

  • تأثير السمنة على نمو الطفل الطبيعي، حيث يمكن أن تؤدي إلى تأخر أو اضطرابات في النمو.
  • ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والتي كانت في السابق مقتصرة على البالغين.
  • التأثير السلبي على الصحة النفسية والاجتماعية للطفل بسبب التنمر أو فقدان الثقة بالنفس.
  • الفشل المتكرر لطرق العلاج التقليدية؛ مما يجعل من الضروري البحث عن حلول جذرية وفعالة، مثل تكميم المعدة للاطفال.

متى تصبح سمنة الأطفال خطرًا؟

من المهم أن نفهم متى يتحول وزن الطفل الزائد إلى خطر صحي يتطلب التدخل الطبي، فالسمنة تكون خطيرة عندما:

  • يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لدى الطفل المستويات الطبيعية بشكل كبير مقارنة بأقرانه.
  • تظهر علامات وأعراض الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات السكري.
  • يؤثر الوزن الزائد على جودة حياة الطفل، سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية.
  • تفشل جميع محاولات العلاج التقليدية لفقدان الوزن؛ مما يجعل استمرار السمنة يمثل تهديدًا على صحة الطفل.

هذه الحالات قد تدفع الأطباء إلى النظر بجدية في خيارات علاجية متقدمة، منها تكميم المعدة للاطفال أو عملية الميني سليف.

.

متى نفكر في عملية التكميم للأطفال؟ المعايير الطبية وقياس كتلة الجسم

 لا يُتخذ  قرار اللجوء إلى تكميم المعدة للاطفال إلا بعد دراسة دقيقة وشاملة لحالة الطفل الصحية والنفسية، مع الأخذ بعين الاعتبار المعايير الطبية التالية:

  • مؤشر كتلة الجسم للطفل: عادةً ما يعتبر الطفل مرشحًا لعملية التكميم إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديه 40 أو أكثر، أو 35 مع وجود أمراض مزمنة مرتبطة بالسمنة.
  • وجود مضاعفات صحية: مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، توقف التنفس أثناء النوم، أو مشاكل في المفاصل.
  • فشل العلاجات غير الجراحية: بعد محاولات متكررة مع برامج غذائية وتمارين بدنية تحت إشراف طبي دون تحقيق نتائج مرضية.
  • التقييم النفسي والسلوكي: يشمل فهم استعداد الطفل وتحضيره نفسيًا لتغير نمط حياته بعد العملية، وكذلك تقييم الدعم الأسري.

تكميم المعدة في سن مبكر

عندما يقرر الأطباء اللجوء إلى تكميم المعدة للاطفال في مرحلة مبكرة من العمر يكون الهدف هو تقليل المخاطر الصحية التي تهدد الطفل على المدى الطويل، وتحسين فرص حياته الصحية، وتجنب الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة.

هل تكميم المعدة للأطفال يمنع المضاعفات المزمنة مثل السكري والضغط؟

تعتبر السمنة المفرطة العامل الرئيس في ظهور العديد من الأمراض المزمنة؛ ولذلك عند تصغير حجم المعدة من خلال التكميم يقل استهلاك الطعام ويزيد الشعور بالشبع؛ مما يؤدي إلى خسارة الوزن بشكل ملحوظ، وذلك يقلل من مقاومة الأنسولين، وهو عامل مهم في تحسين حالات مرض السكري من النوع الثاني، كما يساعد في خفض ضغط الدم ويخفف الضغط على القلب والأوعية الدموية.

النتائج المتوقعة بعد التكميم: هل يختلف الأمر بين الكبار والأطفال؟

تختلف نتائج التكميم بين الأطفال والبالغين بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك إلى طبيعة الجسم وتفاعله مع العلاج:

  • عادةً ما يحقق الأطفال نتائج أسرع في فقدان الوزن مقارنة بالبالغين بسبب التمثيل الغذائي النشط لديهم.
  • التعافي الجسدي والنفسي يكون أسرع لدى الأطفال؛ مما يساهم في استعادة نشاطهم وحيويتهم بشكل ملحوظ.
  • يجب مراقبة نمو الطفل وتطوره بعد العملية لضمان عدم تأثير العملية على نمو العظام والأنسجة.
  • يحتاج الأطفال إلى دعم نفسي مستمر لضمان التكيف مع التغيرات الجذرية في نمط حياتهم وعاداتهم الغذائية.
  • يعتبر الالتزام بالرعاية الطبية والنظام الغذائي المناسب بعد العملية عاملًا حاسمًا لتحقيق نتائج مستدامة.

المخاطر والتحديات الخاصة

رغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها عملية التكميم للاطفال، إلا أن هناك مجموعة من المخاطر والتحديات التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار.

ما المخاطر المحتملة لعملية التكميم لدى الأطفال؟ ولماذا المتابعة النفسية ضرورية؟

تشمل المخاطر المحتملة لعملية التكميم في هذه الفئة العمرية:

  • المخاطر الطبية العامة: مثل النزيف، العدوى، ومشاكل في الجهاز الهضمي.
  • نقص الفيتامينات والمعادن: قد يعاني الطفل من سوء امتصاص بعض العناصر الغذائية بسبب تقليل حجم المعدة؛ مما يستدعي مكملات غذائية مستمرة.
  • تأثير العملية على النمو: يجب مراقبة تأثير العملية على نمو الطفل لتجنب أي تباطؤ أو مشكلات في التطور الجسدي.
  • التحديات النفسية: قد يواجه الأطفال صعوبة في التكيف مع التغيرات الجسدية والنمط الغذائي الجديد؛ مما قد يؤدي إلى مشكلات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.

ولذلك تعتبر المتابعة النفسية جزءًا لا يتجزأ من خطة العلاج، حيث تساعد الطفل على التكيف مع التغيرات ودعم الاستقرار النفسي، كما يساعد الدعم الأسري في تعزيز نتائج العملية.

وفي الختام، تمثل عملية تكميم المعدة للاطفال خيارًا طبيًا هامًا في معالجة السمنة المفرطة التي تهدد صحة الطفل ومستقبله، فهذه العملية ليست قرارًا يُتخذ بسهولة، بل يتطلب تقييمًا دقيقًا وشاملًا للطفل يشمل المعايير الطبية والنفسية لضمان تحقيق أقصى استفادة مع أقل مخاطرة.

إذا كان طفلك يعاني من السمنة المفرطة التي تهدد صحته ومستقبله، لا تتردد في التواصل معنا لبدء رحلة علاجية آمنة وفعالة.