السمنة من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في العالم، وتختلف خطورتها من شخص لآخر بحسب درجات السمنة التي وصل إليها الجسم، فليست السمنة حالة واحدة، بل تتنوع إلى مراحل متعددة، تبدأ من زيادة الوزن وتنتهي بما يُعرف بالسمنة المفرطة التي تعتبر الأخطر صحيًا وحياتيًا، ويُقاس مستوى السمنة عادة من خلال مؤشر كتلة الجسم، وهو مقياس عالمي يُستخدم لتحديد درجة الزيادة في الوزن، وتساعد معرفة درجات السمنة في تحديد طريقة العلاج المناسبة لكل شخص، سواء بالحمية، أو العلاج السلوكي، أو الجراحات الحديثة مثل التكميم وتحويل المسار.
ما هو تعريف السمنة
تُعرف السمنة بأنها تراكم مفرط للدهون في الجسم لدرجة قد تؤثر سلبًا في الصحة العامة، وتُقاس السمنة عادة باستخدام مؤشر كتلة الجسم، وهو ناتج قسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، فعندما يتجاوز مؤشر كتلة الجسم حدًا معينًا، يُصنف الشخص في فئة من فئات أو درجات السمنة المختلفة، ولا ترتبط السمنة فقط بالمظهر، بل تزيد من خطر الإصابة بعدة أمراض مزمنة مثل: السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، ومشكلات المفاصل.
أسباب السمنة المختلفة
تتعدد أسباب السمنة بين العوامل الوراثية، والسلوكية، والبيئية، والهرمونية، وغالبًا لا يكون السبب واحدًا، بل مزيجًا من هذه العوامل التي تؤدي مع الوقت إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن، ومن أبرز هذه الأسباب:
- الوراثة: تلعب الجينات دورًا مهمًا في تحديد كيفية تخزين الجسم للدهون.
- النظام الغذائي: يؤدي تناول سعرات حرارية أكثر من الحاجة اليومية إلى تراكم الدهون تدريجيًا.
- الخمول البدني: تقلل قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة من حرق السعرات الحرارية.
- العوامل النفسية: قد يدفع القلق والاكتئاب البعض إلى الإفراط في الأكل.
- الأدوية: يمكن أن تؤدي بعض الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب والستيرويدات إلى زيادة الوزن.
- العمر والهرمونات: يقل معدل الحرق وتزداد احتمالية اكتساب الوزن مع التقدم في السن.
هل السمنة درجات؟
نعم، السمنة ليست حالة واحدة بل لها درجات متعددة تُحدد بناءً على مؤشر كتلة الجسم، وتساعد هذه الدرجات الأطباء في تقييم الحالة بدقة، ووضع خطة علاجية مناسبة.
درجات السمنة وكيفية تحديد إلى أي درجة تنتمي
لتحديد درجة السمنة، يجب أولًا حساب مؤشر كتلة الجسم باستخدام المعادلة التالية:
مؤشر كتلة الجسم = الوزن (كجم) ÷ (الطول بالمتر × الطول بالمتر)
وبناءً على الناتج، يمكن تصنيف الوزن وفق درجات السمنة كما يلي:
- نقص في الوزن: أقل من 18.5
- وزن طبيعي: من 18.5 إلى 24.9
- زيادة في الوزن: من 25 إلى 29.9
- السمنة من الدرجة الأولى: من 30 إلى 34.9
- السمنة من الدرجة الثانية: من 35 إلى 39.9
- السمنة المفرطة: 40 فأكثر
تمثل كل فئة من هذه الفئات مرحلة مختلفة من زيادة الوزن، وتساعد الطبيب في تقييم مدى خطورة الحالة الصحية ووضع خطة العلاج الأنسب، سواء كانت تغييرات في نمط الحياة، علاج دوائي، أو تدخل جراحي.
أهمية مؤشر كتلة الجسم لحساب درجات السمنة
يعتبر مؤشر كتلة الجسم من الأدوات الأساسية لتحديد درجات السمنة، ورغم بساطته، فإنه يعطي فكرة عامة عن مستوى المخاطر الصحية المحتملة، ولكن يجب التنويه إلى أنه لا يميز بين الكتلة العضلية والدهون؛ ولذلك يُفضل استخدامه مع قياسات أخرى مثل نسبة محيط الخصر إلى الطول.
مخاطر كل درجة من درجات السمنة
تزداد المخاطر الصحية للسمنة بشكل تصاعدي مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، فكل درجة إضافية من درجات السمنة تعني عبئًا أكبر على أعضاء الجسم الحيوية مثل: القلب، الكبد، والرئتين، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الصحة النفسية وجودة الحياة.
زيادة الوزن: (مؤشر كتلة الجسم من 25.0 إلى 29.9)
تمثل هذه المرحلة بداية الخطر، وتعتبر إنذارًا مبكرًا قبل الدخول في مراحل السمنة، وقد يعاني الأشخاص من ارتفاع طفيف في ضغط الدم أو اضطراب في مستويات السكر، ويجنب التحكم في الوزن خلال هذه المرحلة الوصول إلى درجات السمنة الأعلى.
السمنة من الدرجة الأولى: (مؤشر كتلة الجسم من 30.0 إلى 34.9)
تُعرف بالسمنة من الدرجة الأولى، وهي المرحلة التي تبدأ فيها المشكلات الصحية بالظهور بوضوح، وقد يعاني المريض من تعب متكرر، ضيق في التنفس، وآلام مفصلية، وتعتبر هذه الدرجة مناسبة لتجربة العلاجات غير الجراحية مثل: الحمية الغذائية والنشاط البدني.
السمنة من الدرجة الثانية: (مؤشر كتلة الجسم بين 35.0 إلى 39.9)
تمثل السمنة من الدرجة الثانية خطرًا صحيًا حقيقيًا، حيث ترتفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكر والضغط، وقد يكون من الصعب فقدان الوزن بالحمية فقط في هذه المرحلة، وبالتالي قد يصبح الحل الدوائي أو الجراحي خيارًا مطروحًا.
السمنة من الدرجة الثالثة – السمنة المفرطة: (مؤشر كتلة الجسم من 40 فما فوق)
تعتبر السمنة المفرطة أخطر درجات السمنة على الإطلاق، ففي هذه المرحلة قد تؤثر الدهون على أعضاء الجسم الحيوية؛ ولذلك قد تتطلب تدخلًا طبيًا عند الفشل التام في الحلول الأخرى، وغالبًا ما تكون جراحات السمنة من الحلول المُفضلة في هذه المرحلة.
كيفية التخلص من السمنة حسب الدرجة: الحلول المتاحة
تختلف طرق علاج أنواع السمنة تبعًا لشدة الحالة واستجابة الجسم، إليك أهم الحلول المتاحة لكل درجة من درجات السمنة:
زيادة الوزن
يمكن السيطرة على الوزن في هذه المرحلة من خلال:
- اتباع نظام غذائي متوازن منخفض السعرات.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب المشروبات السكرية والأطعمة السريعة.
- متابعة دورية مع اختصاصي تغذية.
سمنة من الدرجة الأولى
يبدأ علاج السمنة من الدرجة الأولى عادةً بتغييرات في نمط الحياة، مع إمكانية اللجوء إلى إجراءات بسيطة غير جراحية مثل:
- برامج تغذية علاجية بإشراف الطبيب.
- الدعم النفسي والسلوكي لتثبيت العادات الصحية.
سمنة من الدرجة الثانية
يمكن علاج هذه المرحلة من خلال اتباع حمية غذائية والالتزام بتعليمات الطبيب، وقد تكون الحلول الدوائية فعّالة أيضًا بشرط المتابعة الطبية الدقيقة وإقرار الطبيب لها، كما يوجد أيضَا الحل الجراحي في بعض الحالات الخاصة حسب حالة المريض.
سمنة من الدرجة الثالثة (السمنة المفرطة)
في هذه الدرجة، قد يقرر الطبيب إجراء احدى عمليات السمنة باعتباره الحل المناسب عند الفشل كل الحلول الأخرى. ومن ضمن هذه العمليات:
- عملية التكميم الدقيق: تُنفذ بمنظار فائق الدقة لتقليل المضاعفات وتحقيق نتائج فعالة.
- تكميم المعدة بالمنظار: استئصال جزء من المعدة لتقليل الأكل.
- تحويل المسار: تقليل امتصاص الطعام وتحسين مستوى السكر.
- طي المعدة: تصغير حجم المعدة بطي جدارها من الداخل دون استئصال أي جزء منها بهدف تقليل الشهية.
وفي الختام، يمثل فهم درجات السمنة الخطوة الأولى في طريق العلاج، فكل درجة تحمل مستوى مختلفًا من الخطورة والحلول المناسبة لها، ومن خلال المتابعة مع الطبيب المختص يمكن تحديد النوع المناسب من العلاج سواء كان حمية غذائية، علاج دوائي أو جراحات متقدمة مثل التكميم وتحويل المسار.
احجز موعدك الآن مع دكتور أحمد شبانة، وابدأ حياة جديدة خالية من السمنة ومليئة بالصحة والطاقة!